قمة العشرين تكلف خزينة كندا بليون دولار..

مظاهرات عارمة عمت شوارع تورنتو وتصاعد الرفض ضد الحروب والشركات الكبرى وتسميم البيئة * الشرطة الكندية تعتقل نحو 500 متظاهر وتفرج عنهم في وقت لاحق..

قمة العشرين تكلف خزينة كندا بليون دولار..
عمت المظاهرات العارمة شوارع مدينة تورنتو الكندية على مدار ثلاثة أيام، وصبت الجماهير الغاضبة جام غضبها على قمة الثماني الكبار ومجموعة العشرين، ورفعت يافطات ضد سياسة الخصخصة والإفقار وتسميم كوكب الارض ونهب ثرواته الطبيعية.

وشاركت عشرات القوى النقابية ولجان مناهضة الفقر ومنظمات الفوضويون (اناركيست) وغيرها في تلك المظاهرات الحاشدة، حيث أكدوا على رفض الرأسمالية كنظام اجتماعي واقتصادي، وطالبوا بوقف تسميم البيئة وعدم تبديد ثروات الشعوب ووقف الحروب في أفغانستان وأفريقيا والشرق الأوسط، والحد من سيطرة البنوك والشركات على الاقتصاد العالمي وشطب القوانين والتشريعات التي تستهدف جموع الفقراء والعمال والمهاجرين في الدول الصناعية.

تأتي القمة الاقتصادية للدول الثماني الكبرى التي تضم ( بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان وألمانيا وروسيا وايطاليا) في ظل اوضاع اقتصادية عالمية متوترة ومأزومة حيث لا تزال "الأزمة المالية العالمية" تسيطر على الوجهة العامة للقضايا التي ناقشها زعماء قمة الثماني، فيما تلاحق النتائج الكارثية دولا في أوروبا من تبعات الأزمة والمديونية العامة التي وصلت حد الإفلاس الشامل للدولة، فضلا عن شبح تسرب النفط في مياة خليج المكسيك وهو الأمر الذي اثار المزيد من السخط على شركات البترول والغاز والآثار المدمرة التي تتركها على البيئة وحياة الشعوب.

وذهب أحد المشاركين في التظاهرات إلى القول "هؤلاء ( الزعماء ) يريدوننا دفع ثمن سياستهم، بدل أن تحل هذه الدول مشاكل الناس علينا نحن البسطاء أن نحل مشاكل الأغنياء وأن نساعد أصحاب البنوك وشركات التأمين الكبرى على الخروج من "أزمتهم" هذا هو الهراء والجنون".

ورفضت لجان مناهضة الفقر في تورنتو ما تسوقة الحكومات الغربية من أسباب واهية لتراجع الإنفاق الحكومي على الخدمات والمرافق الاجتماعية، ورفضت اقتطاع الدعم الصحي والضمان الاجتماعي من الطبقات الأكثر تضررا وفقرا.

كما رفضت العديد من النقابات والهيئات والأحزاب السياسية سياسة "حماية الكبار وأمنهم المالي واستخدام الدولة والضرائب لتأمين الاقتصاديات المهيمنة فيما تغوص بلدانا بأكملها في الدين العام كما يحدث الآن في اليونان وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي".

وفيما واصلت المسيرة السلمية طريقها نحو مكان انعقاد القمة في منتجع ديير هيرست، وقعت اشتباكات بالأيدي والعصي بين جموع المتظاهرين وقوات الشرطة الكندية.

وقامت عناصر من "الفوضويون" بتكسير الواجهات الامامية لبعض البنوك والمؤسسات المالية والبنوك التجارية، وأحرقت مجموعة من الشبان سيارتيين تابعتين للشرطة وهشمت زجاج محلات تجارية معروفة مثل مقاهى "ستار بوكس" وواجهة "مركز ايتون التجاري" وسط صيحات متعالية: "فجروا البنوك ..فجروا البنوك". فضلا عن كتابات شعارات جدارية على واجهة بنك "سكوتشيا بانك" تندد بالرأسمالية.

وأعلنت الحكومة الكندية أن القمة ستكلف الخزينة الكندية نحو بليون دولار كندي ( 970 مليون دولار أمريكي)، خاصة وقد تم تجهيز 5500 عنصر شرطة تم نشرهم في شوارع المدينة والأحياء التي تربط مركز المدينة مع موقع انعقاد القمة بمنتجع دير هيرست خارج مدينة تورنتو.

الجدير ذكره أن عدد المعتقلين وصل نحو 500 متظاهر/ة، وقد أفرجت السلطات عن معظمهم في وقت لاحق.

التعليقات